قضت جايل ردنال (66 عاما) نصف حياتها تقريباً تعاني من ارتفاع ضغط الدم ولا تستجيب حالتها عادة للأدوية التي ينصحها بها الأطباء. وتقول جايل (شعرت وكأن شيئاً ما أو شخصاً ما ضغط زر الإسراع.. كل شيء يتسارع - قلبي على سبيل المثال - لم أجرب شعور الهدوء أو حتى الاسترخاء).
والآن وقد أجريت أول عملية في العالم لعلاج ما يطلق عليه ضغط الدم المقاوم للعلاج، أي ضغط الدم الذي لا يستجيب للعلاج بالحبوب. استمرت العملية التي أجراها أطباء من معهد بيكر الدولي لمرضى السكر والقلب في ملبورن أقل من ساعة من الزمن. أدخل الأطباء أنبوب القسطرة عبر شريان الفخذ واستخدموا موجات الراديو لضرب الأعصاب داخل الشرايين الدموية الذي يضخ الدم إلى الكلى. وهذه الشرايين المتجانسة داخل الكلى تساعد في تنظيم ضغط الدم. والآن انخفض معدل ضغط الدم لدى لاندر إلى 70 -140 وهو معدل آمن نسبياً، ومنذ إجراء الجراحة وهي تشعر بتحول في حياتها. ووصف ماركوس سكلايتش، أحد أطباء معهد بيكر، الجراحة بأنها (واحدة من أعظم الإنجازات التي شهدها مجال ضغط الدم المقاوم خلال العشرين عاما الماضية).
وأوضح الأطباء أن هذه الأعصاب مسؤولة عن احتفاظ الكليتين بالملح الذي يساهم بدوره في رفع ضغط الدم، مشيرين إلى أن التقنية الجديدة تتلخص في القضاء على هذه الخلايا وبالتالي منعها من المساهمة في رفع ضغط الدم.
وأكد الأطباء أن التجارب الاولية التي أجروها كانت مشجعة وأعطت نتائج شبه فورية في خفض معدل ضغط الدم.
وفي هذا السياق، أضاف البروفيسور هنري كروم من جامعة موناش، أن العملية التي أجريت للمرضى خفضت معدلات ضغطهم بشكل كبير جداً وهذا ما سوف يتيح لنا خفض خطر إصابتهم بالجلطة الدماغية أو السكتة القلبية، مؤكداًَ أنه ما بين 5% و 20% من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يستجيبون للادوية التقليدية ولذا فإن هذه العملية الجراحية قد تكون مفيدة لهم.
ويعاني ملايين البشر في كل أنحاء العالم من الارتفاع في ضغط الدم وتمثل هذه العملية نافذة أمل بالنسبة إلى هؤلاء من أجل التخلص من هذا المرض الذي قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم به عبر الادوية التقليدية.